الخميس، 19 مارس 2015

حكم الاحتفال بعيد الام

 
عيد الام




إن الله سُبحانه وتعالى كرَّم الوالدين، وجعل لهُمَا مكانة خاصة، فقد قَرَنَ سُبحانه بين عِبَادتهُ وتوحيده وإفراده بالعبودية وبين حق الوالدين من المعاملة الطيِّبة والتأدب معهم، ولِين الجانب إتجاههم، التوَدُّد إليهم وبَذْل لًهُما ِكُل ما نًملُك من مال ومن جُهْد، يقول تعالى : ]وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [ . {سورة النساء: 36}
ولقد وَرَدَتْ أحاديث كثيرة تُبيِّنُ فضل الوالدين ومكانتهم فى ظِل الإسلام،منها يقول النبىr : " إنَّ الله يُوصِيكُم بِأُمَهَاتِكُم- ثلاثاً - ، إنَّ الله تعالى يُوصِيكُم بِآبَائكُم- مرتين- إن الله تعالى يُوصِيكُم بالأقرب فالأقرب ". [صحيح : صحيح الجامع للشيخ الألباني (1924)].
إذا كان الأمر من الله ورسوله بالإحسان إلى الوالدين وبرِّهِمَا وطاعتهُما طوال حياتهم وبعد مماتهم فإذاً يكون من الجفَاء ومن البُخل أن نتذكَّر الأم بيوم واحد فقط فى العام بكلمة طيِبَه أو بهديَّة ما،والله سُبحانه وتعالى قد كرَّمَهَا أكبر تكريم، بل كرَّم الوالدين معاً، فإذاً يكون من الجَفَاء ونُكران الجميل أن نتذكَّر الأُم وننسى الأب وما قام به من رعاية وإنفاق وتربية .. فهذا الاحتفال يَجْعَل صدرَهُ ضيقاً حرجا أن الأبناء يَتذكَّرُون الأم ويُقَبِّلُونَهَا ويُهَنِئُونَها ويُحضِرُون لها الهدايا ولا يُفعلون معه مثل ذلك .
إنَّ الاحتفال بعيد الأُم لم يَأمر به النبى ولم يَفْعلُه أحد من الصحابة أو التابعين ولا قال به أحد من العُلماء ، بل كان الأمر بالإحسان والاهتمام والرعاية والشفقة والتأدب مع الوالدين طوال حياتهم لا يوم واحد فقط.  
عيد الام
 

أيُّها الأحباب الكِرام :-
" أن الغرب هجروا أُمهاتهم وأبائهم غير المُسلمين إذا بلغ الولد تَرَكَ أُمه حتى لو كانت فقيرة لا يُنفِقُ عليها، والمُحسن منهم يَحْمِلُهَا لبيت المُسنين وَيتْرُكَهَا، فلمَّا رأواْ هذا الهُجران الكبير وأن الآباء والأُمهات لا يَرَوْن أبنائهم إلاَّ كُل 5 سنوات أو 10 سنوات مَرَّه فاستعطفوهم بهذا اليوم وأطلقوا عليه أسم " عيد الأُم " {زُور أُمكَ يوماً فى السَنَة وقَدِّم لها هَديةً لِتَرَاك } هكذا غير المسلمين .
أمَّا المسلمون يحتفلون بالأم كل يوم، فالمُسلم كل يوم يُقبِّل يَد أُمه ورأسَهَا، مَنْ مِن المسلمين يَرضى أن يُلقِىَ أُمه فى بيت المُسنين؟ مَنْ مِن المسلمين يكون معه مال ويُطعِمُ نَفْسَه ويَترُكَ أُمه؟ ، بل يُطعِمُ أُمه أولاً ثُمَّ نَفْسَه وأولاده وزوجته، المسلمون يَبَرُّون آبائهم وأُمهاتِهم كل يوم ليس فى حاجه إلى عيد أُم، إنَّما المسلمون يَبَرُّون أُمهاتِهم كل يوم يُقبِّلُ يَدَها ورأسها ، ويقول : " ادْعِى لىِ يا أُميِ" يَعرفُ أن بِر الوالدين من الأبواب المُوَصِّلَة إلى الجنَّة.. هكذا المسلمون ، فعيد الأُم بِدعة لا يجوز الإحتفال به .

عيد الام
 

يقول الدكتور/ أحمد الطيب- شيخ الأزهر
عيد الأم .. نعم بِيفرح الأُمهات هذا صحيح.. لكن لا تنسى أنَّهُ يُؤلم كثير من الصغار الإيتام، حقيقةً فمن وجِهَه نَظَرى والله أننا نُجْبِر خاطر مُنكسرى القلوب هؤلاء أولى من أن نُفَرِّح الآخرين ( أى الأُمهات )، فأنا مع عدم الإحتفال بعيد الأم إحتراماً لمشاعر هؤلاء الصِغار وهؤلاء الصِغيرات .
( لقاء على قناة المصرية / برنامج مصر النهاردة )

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تذكر قول الله تعالي ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد