الأحد، 22 يونيو 2014

ذكر الله تعالى والتوسل اليه كما ينبغي

ما يجب علي المسلم حين يذكر الله تعالى

 
ذكر الله

   ذكر الله تعالى هو روح جميع العبادات، وهو المقصود من كل الطاعات والقربات، وهو أفضل من جميع الأعمال الصالحات، وهو منتهى حياة المؤمن ونورها وغايتها وخلاصتها في الدنيا والآخرة. قال تعالى: {ولذكر الله أكبر} العنكبوت 45 وقال سبحانه {وأقم الصلاة لذكري (14)} طه 14، وقال: {واذكروا الله في أيام معدودات} البقرة 203.

  

  روي عن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا سأله أي المجاهدين أعظم أجرا؟ قال: "أكثرهم لله تعالى ذكرا". قال: فأي الصالحين أعظم أجرا؟ قال: "أكثرهم لله تعالى ذكرا". ثم ذكر الصلاة والزكاة والحج والصدقة كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أكثرهم لله تعالى ذكرا". فقال أبو بكر لعمر: يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير فقال صلى الله عليه وسلم: "أجل". رواه أحمد والطبراني.

  

   وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم" قالوا بلى، قال: "ذكر الله تعالى" رواه الترمذي عن أبي الدرداء. وقال: "أحب الأعمال الى الله أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله" رواه ابن حبان والطبراني عن معاذ.

  

   ولكل عبادة من العبادات وقت معيبن وشروط محددة، ولكن ذكر الله تعالى لا يحدده مكان، ولا يحدده زمان، ولكنه مطلوب على جميع الأحوال، وفي كل الأوقات، قال تعالى {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم} آل عمران 191. (وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الله على كل أحيانه) رواه مسلم عن عائشة. وقد أوحى الله لموسى يا موسى أتحب أن أسكن معك بيتك؟ فخر لله ساجدا ثم قال: يا رب وكيف ذلك؟ فقال يا موسى: (أما علمت أني جليس من ذكرني وحيثما التمسني عبدي وجدني).

  

   ولم يطلب الله سبحانه من عبادة الإكثار من شيء، إلا ذكر الله فقال: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا (41) وسبحوه بكرة وأصيلا (42)} الأحزاب. وقال: {واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون (45)} الأنفال، وقال: {والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما (35)} الأحزاب وقال صلى الله عليه وسلم: "سبق المفردون"، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: "الذاكرون الله كثيرا والذاكرات" رواه مسلم عن أبي هريرة.

  

   وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله تعالى فيها. بل إنه جعل إحدى علامات المنافقين أنهم يذكرون الله تعالى ولكنه الذكر القليل الذي لا يثمر محبة، ولا يورث خشية، ولا يحدث تقوى ولا إيمانا قال تعالى: {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يرآؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا (142)} النساء.

  

   وإذا كان الإيمان شجرة باسقة جذورها العقيدة الصحيحة باله، وفروعها العمل الصالح النافع، وثمارها الأخلاق الكريمة الطيبة، فإن ماءها الذي تسقى به والذي فيه استمرار حياتها إنما هو ذكر الله تعالى قال عليه الصلاة والسلام: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت "رواه البخاري. وقال: "والذي نفسي بيده إن القرآن والذكر ينبتان الإيمان في القلب كما ينبت الماء العشب" رواه الديلمي.

  

   ومن بين شرائع الإسلام الحقة انتقى منها معلمها الأول أنفعها وأكثرها ضرورة للتمسك به، والثبات عليه، (فقد جاء رجل اليه وقال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأخبرني بشيء أتشبث به قال:؟ "لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله "رواه الترمذي). كيف لا وذاكر الله تعالى جليس ربه الذي يفيض عليه من علمه وحكمته ومراقبته بحسب صلته به وقوة توجهه إليه، قال تعالى: {فاذكروني أذكركم} البقرة 151 وقال في الحديث القدسي (أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه) رواه البيهقي وابن حبان عن أبي هريرة. وقال عليه الصلاة والسلام: "إن ذكر الله شفاء، وإن ذكر الناس داء" رواه البيهي، وقال أحد الصالحين: إني أعلم متى يذكرني ربي سبحانه، ففزعوا منه وقالوا: وكيف تعلم ذلك؟ فقال: إذا ذكرته ذكرني.

  

   وذكر الله تعالى هو العاصم من الوقوع في الخطايا، وهو الوازع للنفس يكفها عن غفلتها وميلها الى الباطل، واتباعها للهوى، قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا (28)} الكهف. وقال عليه الصلاة والسلام: "من أصبح وأمسى ولسانه رطب من ذكر الله يمسي ويصبح وليس عليه خطيئة" رواه الأصبهاني عن أنس.

  

   وذكر الله تعالى هو العمل المرتجى للنجاة من عذاب الله تعالى، إذ أن أشد العذاب الذي يصيب الإنسان إنما يأتيه بسبب الغفلة عن الله، وما وقع من وقع، ولا زل من زل، ولا أذنب من أذنب إلا بسبب غفلته عن الله تعالى قال الله عز وجل : {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين (36)} الزخرف، وقال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى (124) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا (125) قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى (126)} طه. وقال صلى الله عليه وسلم: "ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله"، قالوا يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا ان تضرب بسيفك حتى ينقطع، ثم تضرب به حتى ينقطع، ثم تضرب به حتى ينقطع" رواه مسلم.

  

   ومجالس الذكر التي يجتمع عليها الذاكرون، فتلتقي أرواحهم في بوتقة واحدة، ويستمد ضعيفها من قويها، وتستمد جميعها من مصدر الخير والكمال والفضل والعطاء، والنور والهدى والإيمان، هي رياض الجنة، ومجالس الرضوان قال تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم} الكهف 28، وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده" رواه مسلم.

  

   وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فيما يرويه عن ربه: يقول الله تعالى يوم القيامة: سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم؟ قيل: من أهل الكرم يا رسول الله؟ قال: "أهل مجالس الذكر في المساجد" رواه أبو يعلى وأحمد.

  

   وأي شرف أعظم لهذا الإنسان الضعيف، من قول الملك العظيم، الكريم الحلي حين يخاطبه في الحديث القدسي فيقول: (إذا ذكرني عبدي في نفسه ذكرته في نفسي، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملئه، وإذا تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا، وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، وإذا مشى إلي هرولت إليه) متفق عليه عن أبي هريرة، ويقول: (يا ابن آدم إذا ذكرتني شكرتني وإذا نسيتني كفرتني) رواه الطبراني والديلمي عن أبي هريرة.

  

   ويقول: (من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين) رواه البخاري والبزار والبيهقي عن ابن عمر.

  

   وإذا كان الذكر هو الصلة الروحية بين العبد وربه، فلا بد للوصول بها الى مرتبة القبول، ولتؤتي ثمارها على الوجه الأفضل، من آداب يلتزمها الذاكر بين يدي خالقه ومولاه نذكر منها:

  

1 - الوضوء قبل الذكر، قال سيدنا عمر رضي الله عنه (إن الوضوء الصالح يطرد عنك الشيطان)​​.

  

2 - الجلوس باتجاه القبلة ساكنا خاشعا، استعدادا لمناجاة الله تعالى.

  

3 - إرادة وجه الله تعالى بذكره، وامتثال أمره وطاعته، وابتغاء مرضاته، دون الالتفاف الى شيء من حظوظ النفس، أو مراءاة الناس، أو مراقبة الآخرين.

  

   قال تعالى: {قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله} آل عمران 29.

  

  وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: "ما أجلسكم؟" قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام. قال: "وما أجلسكم إلا ذاك" قالوا: آلله ما أجلسنا إلا ذاك. قال: "أما إني لم أستحلفكم بتهمة لكم، ولكن أتاني جبريل فأخبرني ان الله عز وجل يباهي بكم الملائكة" رواه مسلم.

  

4 - الابتداء بتطهير النفس بالاستغفار والتوبة الى الله من كل الذنوب والخطايا والغفلات.
ذكر الله
 

   قال تعالى: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون (135)} آل عمران.

  

   وعن الأغر المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة" رواه مسلم.

  

5 - يفضل إغماض العينين، لئلا يشتغل بشيء من متاع الدنيا، ولصرف القلب والفكر الى تدبر معاني الذكر، ومراقبة الله سبحانه وتعالى.

  

6 - إختيار الأوقات المناسبة لذكر الله تعالى، والتي يكون فيها المرء خاليا من الشواغل، ونفسه مستعدة لتلقي النور والفيض الإلهي، وقلبه مشتاق لمناجاة الله تعالى، كأوقات السحر، والأصيل، وعقب الصلوات المكتوبة، وفي الليالي المباركة، والأيام الفضيلة ..

  

   قال تعالى: {واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا (25)} الإنسان.

  

   وقال سبحانه: {ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا (26)} الإنسان.

  

   وقال سبحانه: {الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار (17)} آل عمران.

  

   وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه: "ابن آدم اذكرني بعد الفجر وبعد العصر ساعة أكفك ما بينهما" رواه مسلم وأبو نعيم.

  

   وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم يصلي ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة" رواه الترمذي وأحمد.

  

   وعن عمرو بن عنبسة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله تعالى في تلك الساعة فكن" رواه الترمذي وأبو داود.

  

7 - استحضار عظمة الله وجلاله، وأسمائه الحسنى، وصفاته العليا، بحسب حالة الذكر والفتح الذي يفتح عليه فيه، والتفكير في كل لفظ يذكره، ومراقبة القلب يردده مع اللسان، حتى يصل الى الهيبة والتضرع والعبودية الحقة، ولا يفرغ حتى يشعر بطمأنينة القلب بذكر الله تعالى.

  

   قال أحد العارفين: لا اعتداد بذكر اللسان ما لم يكن ذلك من ذكر في القلب، وذكره تعالى يكون لعظمته فيتولد منه الهيبة والإجلال، وتارة لقدرته فيتولد منه الخوف والخشية، وتارة لنعمته فيتولد منه الحب والشكر، وتارة لأفضاله الباهرة فيتولد منه التفكير والاعتبار، فحق للمؤمن أن لا ينفك أبدا عن ذكره على أحد هذه الأوجه.

  

   قال تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} الأنفال 2.

  

   وقال تعالى: {واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين (205)} الأعراف.

  

وقال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب (28)} الرعد.

  

   وعن العباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تحاتت عنه خطاياه كما يتحاتت عن الشجرة البالية ورقها" رواه الطبراني.

  

8 - يستحب البكاء مصاحبا لذكر الله تعالى، ويساعد عليه التوجه الكلي الى الله عز وجل حتى يمتلئ القلب من خشية الله، أو ذكر تقصيره في جنب الله وما مضى من عمره وهو في الغافلين.

  

   عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عينان لا تمسهما النار أبدا، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله" رواه أبو يعلى.

  

   عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سبعة يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" متفق عليه.

  

   وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: ليس شيء أحب الى الله تعالى من قطرتين وأثرين، قطرة دموع من خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله، وأما الأثران: فأثر في سبيل الله تعالى، وأثر في فريضة من فرائض الله تعالى "رواه الترمذي .

  

9 - أفضل الذكر ما كان خفيا في القلب، وسريا في أعمالق النفس، وذلك بملاحظة القلب بذكر اسم الله تعالى مع كل نبضة من نبضاته، وملاحظة نور الله تعالى يتدفق إليه مع كل قطرة تفد إليه.

  

   قال الجنيد من الأعمال ما لا يطلع عليه الحفظة، وهو ذكر الله بالقلب وما طويت عليه الضمائر من الهيبة والتعظيم واعتقاد الخوف وإجلال أوامره ونواهيه.

  

   وقال الشيخ محيي الدين بن العربي: واشتغل بذكر الله بأي نوع شئت من الأذكار وأعلاها قدرا ورتبة ونتيجة الاسم الأعظم وهو قولك: الله. الله. الله لا تزيد شيئا، ولكن ذكرك الاسم الجامع الذي هو الله الله الله، وتحفظ أن يفوه به لسانك وليكن قلبك هو القائل، ولتكن الأذن مصغية لهذا الذكر ..

  

   وقال النووي: الذكر يكون بالقلب ويكون باللسان، والأفضل ما كان بالقلب والسان جميعا، فإن اقتصر على أحدهما فالقلب أفضل.

  

   وقال الغزالي: اعتكفت أذكر الله تعالى بهذا الاسم: الله، الله، حتى انكشفت لي العوالم فرأيت ما أبوح به وما لا يمكن أن أبوح به.

  

   قال تعالى: {واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا (8)} المزمل.

  

   وقال تعالى: {واذكر ربك في نفسك} الأعراف 205.

  

   وقال سبحانه: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا} الكهف 28.

  

   وقال سبحانه: {قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون (91)} الأنعام.

  

   وعن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي" رواه البيهقي وابن حبان.

  

   وعن ضمرة بن حبيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اذكروا الله ذكرا خاملا". قيل وما الذكر الخامل؟ قال: "الذكر الخفي" رواه ابن المبارك.

  

   وقال أحدهم:

  

  

بقلب فاذكر الله خفيا

                              عن الخلق بلا حرف وقال

وهذا الذكر أفضل كل ذكر

                              بهذا قد جرى قول الرجال

  

10 - مطالبة النفس بثمرات الذكر بعد الفراغ منه، وذلك بالمحافظة على الطاعات، ومجانبة اللهو واللغو والإثم والمحرمات، والاستقامة في الأقوال والأفعال والمعاملات.

  

   قال الحسن رضي الله عنه: الكر ذكران: ذكر الله تعالى بين نفسك وبين الله عز وجل ما أحسنه وما أعظم أجره، وأفضل من ذلك ذكر الله سبحانه عند ما حرم الله عز وجل.

  

   وقال أحد العارفين: المؤمن يذكر الله تعالى بكله، لأنه يذكر الله بقلبه فتسكن جميع جوارحه الى ذكره فا يبقى منه عضو إلا وهو ذاكر في المعنى، فاذا امتدت يده الى شيء ذكر الله فكف يده عما نهى الله عنه، وإذا سعت قدمه الى شيء ذكر الله فغض بصره عن محارم الله، وكذلك سمعه ولسانه وجوارحه مصونة بمراقبة الله تعالى، ومراعاة أمر الله، والحياء من نظر الله، فهذا هو الذكر الكثير الذي أشار الله إليه بقوله سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا (41) وسبحوه بكرة وأصيلا (42)} الأحزاب.

  

   وقال سبحانه: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون (45)} العنكبوت.

  

   وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله قال فيما يرويه عن ربه سبحانه: "من ذكرني حين يغضب، ذكرته حين أغضب، ولا أمحقه فيمن أمحق" رواه الديلمي.

  

   وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان" رواه أبو داود.

  

11 - اختتام الذكر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبالدعاء.

  

12 - يستحب الاجتماع على الذكر، لما فيه من حث الهمم على الطاعة، وتقوية الضعيف وإعانته على نفسه، والتقاء القلوب وتغذية ذاكرها لغافلها، وإشاعة جو الألفة والمحبة في الله، واكتساب بركة الجماعة، وإظهار لشعائر الله وأركان الدين.

  

   قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} المائدة 2.

  

   وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه: "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم" رواه البيهقي.

  

   وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليبعثن الله أقواما يوم القيامة في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء".

قال: فجاءنا أعرابي على ركبتيه فقال: يا رسول الله حلهم لنا لنعرفهم، قال: "هم المتحابون في الله من قبائل شتى وبلاد يجتمعون على ذكر الله ويذكرونه" رواه الطبراني.

  

   وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما قعد قوم مقعدا لم يذكروا الله ولم يصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم فيه إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة" رواه الترمذي.

  

بعض الأذكار المسنونة

  

1 - أستغفر الله: قال تعالى: {ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا (9) فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا (10) يرسل السماء عليكم مدرارا (11)} نوح.

  

   وقال تعالى: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون (17) وبالأسحار هم يستغفرون (18)} الذاريات.

  

   وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه الله من حيث لا يحتسب" رواه أبو داود.

  

   وعن ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثا وقال: "اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام" رواه مسلم.

  

2 - لا اله إلا الله: قال تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم (19)} محمد. وعن عمير بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" رواه الترمذي.

  

   وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قال لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل" متفق عليه.

  

3 - التسبيح والتحميد والتكبير: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان الى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم" متفق عليه.

  

   وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن أقول: "سبحان الله، والحمد لله ولا اله إلا الله، أحب الي مما طلعت عليه والشمس" رواه مسلم.

  

  وعنه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبر الله ثلاثا وثلاثين، وقال تمام المائة: لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير، غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر "رواه مسلم.

  

؟ "فقلت بللى يا رسول الله قال:" - 4 لا حول ولا قوة إلا بالله: عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة قل لا حول ولا قوة إلا بالله "متفق عليه.

  

5 - الصلاة على رسول الله: قال تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (56)} الأحزاب.

  

   وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا" رواه مسلم.

  

   وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة" رواه النسائي وابن حبان والترمذي.

  

   وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي" رواه الترمذي.

  

  وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة" رواه البخاري وأحمد والنسائي والترمذي وابن ماجه.

  

  وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما من أحد يسلم عليّ إلا ردّ الله عليّ روحي حتى أرد له السلام" رواه أبو داود
ذكر الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تذكر قول الله تعالي ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد