الجمعة، 20 يونيو 2014

حكم الاستمناء المـفـــتــى عطية صقر

حكم الاستمناء
اســـــم المـفـــتــى  عطية صقر
       نص السؤال      ما حكم ممارسة العادة السرية (نكاح اليد) هل هي حرام وأنا بحالتي الحالية لا أستطيع الزواج مع أنني أصلي بانتظام.        
فتوى
 
 نص الفتوى    أخي الكريم سلام الله عليك ورحمته وبركاته، وبعد بالنسبة للأضرار الطبية الناجمة عن هذه العادة فقد اشتهرت بين الناس ومع هذا فليس هذا مجال تخصصنا أما حكمها والوسائل المعينة على التخلص منها فننقلها إليك عن مجموعة من علمائنا الأفاضل: يقول الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي أستاذ الشريعة بسوريا:  أكثر الفقهاء وعلماء الشريعة الإسلامية قرَّروا حرمة الاستمناء باليد‏،‏ وفي مقدِّمتهم الفقهاء الشافعية والمالكية‏.‏  ومستندهم الأول في ذلك قول الله عزّ وجلّ‏:‏ ‏{‏والَّذينَ هُم لِفُروجِهِم حافِظونَ‏.‏ إلاّ عَلى أزْواجِهِم أو ما مَلَكَتْ أيْمانُهُم فَإنَّهُم غَيْرُ مَلومينَ‏}‏ ‏[‏المؤمنون‏:‏ 23/5 ـ 6‏]‏‏.‏  قالوا‏:‏ فإن مقتضى هذا الحصر الذي تنطق به الآية‏،‏ حرمة ممارسة المتعة الجنسية إلا بين الزوجين‏،‏ وما يلحق بهما من ملك اليمين‏،‏ وضمن الحدود المقررة‏.‏  والاستمناء عمل شاذّ‏،‏ لا يتَّفق والفطرة الإنسانية التي جعلت من الغريزة الجنسية وظيفة ذات هدف جليل في حياة الإنسان‏.‏ ومن أوضح الأدلة على أنه عمل شاذّ فعلاً وخارج عن النَّهج الوظيفي المرسوم‏،‏ أن الذي يقع في أسر هذه العادة ينتابه شعور خفيّ بالتّأنيب والتّقريع والإحساس بالنقص والخروج عن اللياقة والنَّهج السّوي‏.‏‏.‏  غير أن الشّاب إذا وجد نفسه متعرِّضاً لمنزلق يهوي به إلى ارتكاب الفاحشة‏،‏ وأحسَّ أنه لا يجد من نفسه عاصماً عن الوقوع في تلك الوهدة‏،‏ إلاّ باللجوء إلى هذا العمل الذي لا نشكُّ في شذوذه‏،‏ ولكنّا لا نشكُّ أيضاً في أنه أقلُّ سوءاً وضرراً من ارتكاب الفاحشة‏،‏ فإن القاعدة الفقهية التي هي محلّ اتِّفاق‏،‏ تقضي بجواز اللجوء إلى هذا العمل في حدود الحاجة‏.‏‏.‏ وبشروطها المعتبرة شرعاً‏،‏ ومن أبرزها وأهمّها أن يبقى هذا العمل في حدود الحاجة التي تفرض نفسها‏،‏ وألا يتحوَّل إلى عادة مهيمنة‏،‏ وذلك هو مقتضى قاعدة‏: ‏الضرورات تُبيح المحظورات‏. وأني أنصح الشباب الذين تراودهم أنفسهم اللجوء إلى هذا العمل‏،‏ أن يتلمَّسوا العلاج في السبيل الأجدى والأكثر انسجاماً مع الفطرة‏،‏ ألا وهو الابتعاد عن الأجواء السَّيئة والموبوءة‏،‏ والانغماس بدلاً عن ذلك في مجتمعات إسلامية صغيرة تملأ الوقت وتشغل الفكر وتحجز عن الشَّر‏.‏ هذا إلى جانب ضرورة السَّعي إلى الزّواج بكل الوسائل والسُّبل الممكنة‏.‏  ولا يعتذرنَّ أحد منهم بالفقر وقلَّة ذات اليد‏،‏ فلا معنى لهذا الاعتذار بعد قول الله عزّ وجلّ‏:‏ ‏{‏وأنْكِحوا الأيامَى مِنْكُم والصّالِحينَ مِنْ عِبادِكُم وإمائِكُم‏،‏ إن يَكونوا فُقَراءَ‏،‏ يُغْنِهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ‏}‏ ‏[‏النُّور‏:‏ 24/32‏]‏‏.‏  على أنه لا بدَّ من تجنُّب سُبل التَّعقيد والابتعاد عن المظاهر والقيود المرهقة‏.‏ وليكن أولياء الفتيات عوناً للشّباب على السَّعي في هذا الطريق‏.‏ والله هو وليُّ كلّ توفيق أولاً وآخراً‏،‏ وملاذ كل ملهوف ومستجير في سائر الأحوال‏.‏ ويصف لك فضيلة الشيخ عطية صقر سبل العلاج فيقول: "تحدث العلماء عن هذه العملية المرذولة فى كتب التفسير والفقه ،وبين حكمها الزبيدى فى شرحه للإحياء وتكلم عنها ابن القيم فى "بدائع الفوائد" .‏  وخلاصة أقوال الفقهاء فيها وهو ما نختاره للفتوى، ما يأتى :‏  حرمها الشافعية والمالكية (‏شرح الإحياء)‏ وحرمها الأحناف إذا كانت لاستجلاب الشهوة (‏التشريع الجنائى جـ ‏2 ص ‏36 وما بعدها)‏ .‏  وقال الحنابلة :‏ إنه جائز عند الحاجة .‏ قال ابن قدامة من الحنابلة فى (‏المغنى ص ‏64 من المعجم )‏ :‏ من استمنى بيده فقد ارتكب محرما .‏  هذا وقد أفتى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف مفتى الديار المصرية الأسبق فتوى نشرت فى مجلة الأزهر (‏المجلد ‏3 عدد المحرم ‏1391 هـ ص ‏91 )‏ انتهى فيها إلى قوله :‏  "ومن هذا يظهر أن جمهور الأئمة يرون تحريم الاستمناء باليد، ويؤيدهم فى ذلك ما فيه من ضرر بالغ بالأعصاب والقوى والعقول ، وذلك يوجب التحريم .‏  ومما يساعد على التخلص منها أمور:  1-على رأسها المبادرة بالزواج عند الإمكان ولو كان بصورة مبسطة لا إسراف فيها ولا تعقيد .  2-وكذلك الاعتدال فى الأكل والشرب حتى لا تثور الشهوة .  3- والرسول فى هذا المقام أوصى بالصيام فى الحديث الصحيح "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"  4-ومنها البعد عن كل ما يهيج الشهوة كالاستماع إلى الأغانى الماجنة والنظر إلى الصور الخليعة ، مما يوجد بكثرة فى الأفلام بالذات  5-ومنها توجيه الإحساس بالجمال إلى المجالات المباحة ، كالرسم للزهور والمناظر الطبيعية غير المثيرة  .6-ومنها تخير الأصدقاء المستقيمين  7- والانشغال بالعبادة عامة  8-وعدم الاستسلام للأفكار  9- والاندماج في المجتمع بالأعمال التى تشغله عن التفكير فى الجنس  10-وعدم الرفاهية بالملابس الناعمة والروائح الخاصة التى تفنن فيها من يهمهم إرضاء الغرائز وإثارتها  11-وكذلك عدم النوم فى فراش وثير يذكر باللقاء الجنسى  12- والبعد عن الاجتماعات المختلطة التى تظهر فيها المفاتن ولا تراعى الحدود .‏  وبهذا وأمثاله تعتدل الناحية الجنسية ولا تلجئ إلى هذه العادة التى تضر الجسم والعقل وتغرى بالسوء. وعلى هذا أخي الكريم فنصيحتي إليك أن تجتهد في تنفيذ تلك الوسائل لعل أحدها يحول بينها وبين المعصية وعليك أن تدعو الله أن يعفك بزوجة صالحة إنه ولي ذلك والقادر عليه أصلح الله حال شباب المسلمين اللهم آمين ويسعدنا تواصلك الدائم مع نداء الإيمان.     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تذكر قول الله تعالي ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد